9 ابرز اعراض اضطراب الشخصية الحدية حسب علم النفس

ما هو اضطراب الشخصية الحدية:

اضطراب الشخصية الحدية أو  Borderline personality disorder (BPD) هو اضطراب عدم الاستقرار و الإندفاع و الشعور الكبير و الرهيب بأنه سيتم التخلي عنك.

يكون عدم الإستقرار في:

1. العلاقات 
2. المزاج
3. السلوك 
4. رؤية الذات أو صورة الذات 

يختلف اضطراب الشخصية الحدية عن باقي الإضطرابات الشخصية الأخرى في حجم عدم استقرار الحالة  العاطفية الكبير. اذ قد تجد نفسك تنقلب من سعيد الى حزين الى غاضب في نفس الساعة الواحدة لن ترى عدم الاستقرار الكبير هذا في أي من الإضطرابات الشخصية الأخرى.

كثيرا ما يتم الخلط  بين اضطراب الشخصية الحدية و اضطراب ثنائي القطب من قبل المجتمع الغير العلمي و يحدث هذا بسبب تشابه عرض عدم الاستقرار في الحالة العاطفية لكن جوهر الاختلاف بينهما يظهر في مدة عدم الاستقرار بحد ذاتها ففي اضطراب ثنائي القطب بامكان التلقب المزاجي أن يحدث في مدة أيام أو أشهر (أي ينقلب من سعيد , تعيس, غاضب...).

 أما في اضطراب الشخصية الحدية ستمر بكل هذه التقلبات المزاجية ( تعيس, حزين . غاضب ..) فقط في يوم واحد أو حتى ساعة واحدة. 

يظهر اضطراب الشخصية هذا في أوائل أو أواخر سن المراهقة. كما يؤثر على 1 أو 2 بالمائة من السكان و 20 بالمائة من المرضى النفسيين. 

الأسباب و الإضطرابات المصحوبة بBPD: 

دائما ما تكون الاسباب وراء BPD مختلطة بإمكانها أن تكون جينية أو من المحيط و المجتمع. 

يكون اضطراب الشخصية الحدية دائما مصحوبا بجملة من الأمراض النفسية الأخرى:

1.  اضطرابات المزاج (80 -96 بالمائة)
2.  اضطرابات القلق (88 بالمائة)
3.  تعاطي مواد الإدمان (64 بالمائة) 
4.  اضطرابات الأكل (53 بالمائة)
5.  اضطراب فرط الحركة و التركيز ADHD (10-30 بالمائة) 
6.  اضطراب ثنائي القطب (15 بالمائة) 

اعراض اضطراب الشخصية الحدية حسب علم النفس:

1 الخوف من  الهجر :

دائما ما تعيش الشخصية الحدية في خوف مزمن من الهجر سواء كان حقيقيا أو خياليا و القيام بردة فعل شديدة لتجنبه. 

 الخوف الشديد من الهجر بامكانه أن يظهر حتى لو كان الانفصال متوقعا على سبيل المثال قام الزوج بالذهاب في رحلة عمل  و اعلم زوجته بها مسبقا لكن الزوجة المصابة بإضطراب الشخصية الحدية ستهلع و تصاب بالغضب الشديد.

2 علاقات غير مستقرة مع الاخرين:

يظهر عدم الإستقرار ليس فقط  في العلاقات الحميمة (علاقات الحب) بل كذلك في العلاقات المقربة مثل الصداقة ,العلاقات العائلية و علاقات العمل حتى.

دائما ما تبدأ هذه العلاقات بحماسة شديدة و قرب كبير أنت تريد أن تبقى مع هذا الشخص 24 ساعة في اليوم لكن سريعا ما يتحول نمط العلاقة الى شجار و أصوات عالية و نزاعات التي تنحدر سريعا.

اذا سيكون هناك حماس شديد أو حب شديد في مقابل غضب شديد أو بكاء شديد ودائما ما تدور العلاقة في هذه الحلقة المفرغة و تنتهي بقطع العلاقة .

3 صور ة غير مستقرة للذات:

لا يوجد احساس قوي بالهوية لهذا يلقب هذا الإضطراب أيضا بإضطراب الهوية. أي الشخصية الحدية لا تعلم في أغلب الأحيان من هي اذ قد يجد الشخص نفسه يسأل أحيانا أو دائما : "من أنا؟" , " أنا لا أعلم من أنا".

صور ة غير مستقرة للذات

دائما ما يوجد صراع داخلي مزمن حول الهوية لأنه ان لم تعرف من تكون كيف لك اذا أن تتفاعل مع العالم الخارجي و تعيش فيه.  كذلك يظهر عدم الإستقرار الذاتي المزمن في تغير مواضيع الاهتمام و الأهداف و المبادئ سريعا.

على سبيل المثال التقرير فجأة بأنك تريد أن تتوقف عن الدراسة أو تغير منهجك الجامعي أو تغير دينك أو تغيير اسمك أو تسريحة شعرك أو أسلوب لباسك و يكون هذا التغيير دائم الحدوث.

في الحالات الشديدة من عدم الإستقرار العاطفي بإمكان أن يظهر اضطراب الشخصية الحدية على أنه اضطراب تعدد الشخصيات بسبب التغير السريع و الدائم للشخصية على سبيل المثال اليوم ستكون أنت الشخصية الطفولية البريئة غدا ستكون الشخصية المثيرة و الجريئة و بعد غد ستكون الشخصية المتدينة ...

 يكون لدى الشخص أحيانا وعي بأنه يقوم بتقمص شخصيات مختلفة لكن هذا لا يمنع وجود فوضى و تشوه في رؤية الذات 

4 الإندفاع و القيام بسلوكات خطيرة:

و هي فكرة القيام بتصرفات اندفاعية و سلوكيات بدون تفكير مسبق و التي دائما ما تكون خطيرة و مثيرة للمشكال.  مثل تعاطي المخدرات و الادمان و ممارسة الجنس الغير الآمن أو الإفراط في الأكل (النهم) و الإفراط في الإنفاق و القمار..

مجددا بإمكان هذا العرض أن يشابه حالة الهوس أو Mania  في اضطراب ثنائي القطب لكن الإختلاف يكمن في مدة  السلوكيات الإندفاعية أو الطائشة.

ففي اضطراب ثنائي القطب BD يبقى الإندفاع مستمر لمدة أيام أو حتى أشهر أما في اضطراب الشخصية الحدية BPD تبقى هذه السلوكيات لمدة سويعات. تستخدم السلوكيات الإندفاعية كوسيلة لتهدئة المزاج و محاولة لنسيان و تجاهل الصراع الداخلي.

على سبيل المثال أنت الآن تواجه صراع مع ذاتك و لا تريد الشعور أو الإحساس بما تشعر به ا لهذا ستقوم بسلوك اندفاعي مثل شراء الكثير من الملابس بكل الأموال التي قمت بإدخارها لمدة سنوات اذا أنت الان تشعر بطريقة مختلفة .

ستحس بالراحة لمدة قصيرة لكن هذه الإستراتيجية سيئة على المدى الطويل لأنك في نهاية المطاف قمت بصرف مدخرات حياتك من أجل سويعات من الراحة النفسية.

5 السلوكيات و الأفكار الإنتحارية الدائمة:

هناك معدلات مرتفعة في محاولة الإنتحار في هذا  الإضطراب. هناك سلوكيات لايذاء الذات من حرق و جرح للجسد و تهديد بالانتحارو محاولة الانتحار. 

بامكان هذه التهديدات أن تكون حقيقية و بامكانها أيضا أن تستخدم كوسيلة لتجنب الهجر. مثل القول "ان تركتني سأقوم بقتل نفسي أو أنا سأقوم بجرح جسدي و أنت سبب هذا" أو حتى القيام بإيذاء الذات و الاتصال بالشخص و اعلامه بذلك مما يؤدي الى عودته اليك خوفا على سلامتك.

التلاعب بمشاعر الطرف المقابل و جعله يحس بالذنب.

 هذه السلوكيات خطيرة جدا  فجرح الجسد أو شرب حبوب دون نية للإنتحار بل كوسيله لجذب الانتباه و تجنب الهجر بامكانه أن يؤخذ منعرج آخر. مثل جرح الجسد أكثر مما يجب أو شرب حبوب أكثر مما يجب مما يؤدي الى الموت بالفعل.

 مجددا هذه السلوكيات غالبا ما تكون ردة فعل لألم داخلي يشعر الشخص بأنه غير قادر على ادارته و كأنه في تلك اللحظة يريد أن يعيش و في نفس الحين يريد الموت.

6 مشاكل في القدرة العاطفية أو عدم الإستقرار العاطفي:

تغيركبير في المزاج في مدة قصير (ساعة أو ساعتين) من سعيد او تعيس أو غاضب أو حزين...صعوبة كبيرة في ادارة العواطف فالشخصية الحدية تتصرف طبق العاطفة التي تشعر بها في ذاك الحين.

مشاكل في القدرة العاطفية أو عدم الإستقرار العاطفي

7 الشعور بالفراغ: 

الشعور المزمن بالفراغ و الوحدة العاطفية . دائما ما تجد الشخصية الحديه تقول: " أنا أشعر بالفراغ أشعر بأنه لا يوجد شيئ بداخلي و كأني صدفة فارغة أو صندوق فارغ".

اذا كنت تشعر بالفراغ ستكون ردة الفعل الأوتوماتيكية هي محاولة ملئ ذاك الفراغ. لكن في الشخصية الحدية BPD يكون الملئ من خلال العلاقات الإعتمادية التي دائما ما يكون الخوف من الهجر هاجسا دائما فيها و من خلال السلوكيات الإندفاعية مثل الإفراط في الإنفاق أو الإفراط في الأكل (النهم)....

اذا عملية ملئ الفراغ تكون أشبه بملئ قارورة مثقوبة من الأسفل فمهما حاولت لن يمتلئ ذاك الفراغ أبدا. لهذا دائما ما يجد الشخص الحدي معانات مستمرة و بحث مستمر في العالم الخارجي لملئ ذاك الفراغ حتى يشعر بالكلية الذاتية.

على سبيل المثال فلنقل بأن الكلية الذاتية هي "المنزل" بالنسبة للشخص العادي يكون المنزل دائما موجود و نادرا ما ينهار. أما بالنسبة للشخص الحدي فهو في مهمة دائمة لبناء ذاك المنزل كل يوم لأنه غالبا ما ينهار لهذا ليس من الغريب أن يشعر الشخص المصاب بال BPD  بالذعر الدائم لأنه غير قادر على ادراك ماهيته طوال الوقت.

اذا  يكون الأمر في حلقة مفرغة و هي:

1. الشعور بالفراغ 
2.  محاولة بناء الذات (المنزل)
3. الإنهيار
4. الشهور بالفراغ مجددا 

8 عدم القدرة على التحكم في الغضب: 

و يكون ذلك من خلال إظهار الغضب بشكل غير لائق وكبير.

اذا أحبطهم أو أغضبهم شيئ ما حتى لو كان بسيطا سوف يقومون بإلقاء نوبة كبيرة من الغضب قد تكون من خلال الصراخ و الإسائة اللفظية أحيانا لكنها غالبا ما تتحول الى ايذاء جسدي من خلال رمي الأشياء على الطرف المقابل أو الهجوم و الإعتداء عليه.

اظهار الغضب لدى المصاب باضطراب الشخصية الحدية دائما ما يكون سريع جدا لكن شديد جدا مما يؤدي الى ارعاب الأشخاص حوله. قال بعض الباحثين في هذا المجال بأن الشخصية الحدية لديها احساس فائق و رصد كبير لكل المشاعر مما يؤدي الى المبالغة في الإحساس بها نتيجة لذلك.

اذا المبالغة في ردة الفعل أو الإفراط الشديدة في التعبير ما هو إلا نتيجة للإحساس الفائق بالمحفزات الخارجية.

بعد نوبة الغضب يشعر الشخص الحدي ب:

•  بالندم الشديد. 
• الخجل من نفسه. 
• الشعور بالأحباط الشديد من الذات مما يحول الغضب الخارجي الى غضب داخلي تجاه الذات.
• إمكانية ايذاء الذات. 
• الشعور بالرعب بأن الأشخاص الذين حوله سيتخلون عنه بسبب ما فعله و هكذا تبدأ الحلقة المفرغة مرة أخرى.

9 الإنفصال الشديد:

تظهر أعراض التفارقية او الانشاقية عن الذات و جنون العظمة عند التعرض للاجهاد أو الارهاق الشديد و تكون من خلال الإحساس بأن الأشخاص الذين حوله  يحاولون إمساكه و التخلص منه أو أيذائه.

وجود نظرية مآمرة و الإستماع الى أصوات تقول أشياء سلبية و جارحة و الخوف من تلك الأصوات. كذلك بالإمكان أن يعاني الشخص المصاب بBPD من إنفصال عن الشخصية من خلال التحول الى شخصية طفل على سبيل المثال و الجلوس و التصرف كالأطفال تماما.

التشخيص : 

يحصل تشخيص لإضطراب الشخصية الحدية عندما يكون للشخص على الأقل 5 من 9 من هذه الأعراض.